محمد العزاوي: فنان مغربي يعبر عن قضايا وطنه بفنه عبر القارات
✏️ رضوان بوطالب
الفنان محمد العزاوي، الذي وُلد في مدينة تيزنيت المغربية عام 1975، هو واحد من أبرز الوجوه الفنية التي أضاءت الساحة المغربية والعالمية من خلال أغانيه وأدائه المميز. ومن خلال مسيرته الفنية التي بدأت منذ سنوات، استطاع العزاوي أن يخلد اسمه في قلوب محبيه ومتابعيه، سواء في المغرب أو في دول المهجر.
منذ بداياته، كان العزاوي متأثراً بجو مدينته تيزنيت، حيث لم يكن الفن فقط هوايته بل كان أيضًا جزءًا من حياته اليومية. كان يعزف على آلة البنج ويغني في العديد من المناسبات المحلية، ثم بدأ يتوسع في نشاطاته الفنية ليشمل مدن سوسية مثل أكادير. مع مرور الوقت، أصبح له حضور قوي في المهرجانات المحلية، حتى بدأ يخطو خطواته الأولى في عالم الفن الاحترافي عام 2005، بإصدار أول ألبوماته.
ألبوماته التي تحمل في طياتها رسائل إنسانية قوية، مثل “شور أكان”، “غِكاد إميم ووال”، “ضالبغاون ضيف الله”، “أياحبيب إنو رديك نمون”، و”أفرس غوفوس” (ثنائي مع حسن ارسموك)، تعكس تجربته الشخصية والتزامه بقضايا وطنه. يعبر العزاوي عن محبته لوطنه الأم من خلال كلمات أغانيه التي تمزج بين الطابع الشعبي والرسائل العميقة التي تلامس قلب الجمهور. ومن خلال فنه، يدافع عن قضايا متعددة، من أبرزها قضية الصحراء المغربية، ويؤكد دائمًا على أن الوطن هو ركيزة كل شيء.
بجانب مسيرته الفنية في المغرب، استطاع العزاوي أن يحظى بشعبية كبيرة في فرنسا، حيث انتقل إليها ليواصل مسيرته الفنية بين الجالية المغربية. شارك في العديد من الحفلات والمناسبات في مختلف المدن الفرنسية، حيث كانت له بصمته الخاصة في الاحتفالات مثل الأعراس والمهرجانات المحلية. كما عمل مع عدة قنصليات مغربية في الخارج، مقدماً فنه في العديد من المناسبات الرسمية.
ورغم بعده عن وطنه، إلا أن العزاوي لم ينسَ جذوره. فقد حافظ على تواصله مع جمهوره في المغرب وفي دول المهجر، معززًا رسائل الوحدة الوطنية والهوية الثقافية المغربية، التي باتت جزءًا لا يتجزأ من أغانيه. موضوعات مثل الغربة، الحب، والانتماء للوطن كانت دائمًا حاضرة في أغانيه، مما جعله يُعتبر أحد الفنانين الذين يبرعون في توصيل رسائل إنسانية وقيم وطنية.
من خلال أغانيه، يعكس محمد العزاوي صورة الفنان الذي لا يقتصر عمله على الترفيه فقط، بل يسعى إلى تغيير المجتمع وتعزيز قيم الانتماء والهوية الوطنية. وبينما يواصل العزاوي تقديم فنه للجماهير في مختلف أنحاء العالم، تبقى رسالته واضحة: “الوطن هو كل شيء، والإيمان بحبه هو أساس القوة.”