محمد اعبيدي يسلط الضوء على دور اللوجستيك في نجاح مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية
محمد حليلو – خريبكة
في خطوة لافتة تمزج بين شغف الفن ودقة التخطيط اللوجستي، نجح الشاب محمد اعبيدي في تقديم مشروع تخرجه الذي يحمل عنوانًا يعكس وعيًا عميقًا بأهمية الكواليس التنظيمية لأي فعالية ثقافية ناجحة: اللوجستيك هو إطار الحدث الناجح، هو الذي يدعم المحتوى الفني ويضمن وصول العاطفة للجمهور.
حصل محمد اعبيدي على الاجازة في إدارة سلسلة التوريد (supply chaîne management) من جامعة الرباط الدولية (UIR) عن العام الدراسي 2024/2025، بعد رحلة أكاديمية توّجها بدراسة تحليلية معمقة حول دور اللوجستيات في إنجاح الفعاليات الثقافية، مع التركيز على مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية (FICAK).
يُعد هذا البحث إضافة نوعية إلى المجال، حيث سلّط الضوء على أهمية التخطيط والتنظيم في ضمان سير الفعاليات السينمائية بسلاسة، بما يتيح للجمهور التفاعل مع المحتوى الفني دون عراقيل. وقد تناول اعبيدي مختلف الجوانب اللوجستية، بدءًا من إدارة الموارد والبنى التحتية وصولًا إلى التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية.
لم يكن هذا المشروع ليرى النور لولا الجهد الكبير والعمل الدؤوب الذي بذله الباحث، مستفيدًا من دعم أساتذته ولجنة التحكيم التي ضمّت الدكتور طارق الزوادي، الدكتورة كوثر شرقي، الدكتور بنعلو يوسف، والدكتور بدعاوي جليل، والذين قدموا ملاحظات قيّمة ساهمت في صقل وتحسين البحث. كما حظي المشروع بدعم من مؤسسة مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، التي أتاحت له فرصة الاطلاع عن كثب على آليات تنظيم المهرجان، ما عزز الطابع العملي لدراسته.
بهذا الإنجاز، لا يكتفي محمد اعبيدي بالحصول على شهادة جامعية، بل يؤكد على أهمية التخصصات اللوجستية في دعم القطاع الثقافي والفني، ويفتح الباب أمام مشاريع مستقبلية تسهم في تطوير طرق تنظيم الفعاليات الكبرى بالمغرب وخارجه.
وتعكس هذه التجربة نموذجًا مميزًا للشباب الطموح الذي يسعى للجمع بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي، وهو ما يجعل من محمد اعبدي مثالًا يُحتذى به في الجمع بين الفن والإدارة، بهدف الارتقاء بالمشهد الثقافي المغربي والإفريقي.